صحة حديث سنة كثيرة الزلازل، دأب علماء الشريعة الإسلامية لتوضيح صحة حديث سنة كثيرة الزلازل الذي انتشر بشكل واسع النطاق عبر منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، الأمر الذي تزامن مع موجة الزلازل التي ضربت كل من سوريا وتركيا وبعض المناطق حول العالم خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبما أن الجميع بات يتداول هذا الحديث فقد كان من الواجب التأكد من صحة حديث سنة كثيرة الزلازل لمنع انتشار الأحاديث والمعلومات المغلوطة عبر الإنترنت لما هناك من إثم في تناقلها بناء على تعاليم الشريعة الإسلامية، ولهذا فإننا بدورنا سنقوم بمراجعة جميع المصادر الشرعية في محاولة منا لاكتشاف صحة حديث سنة كثيرة الزلازل سويا عبر موقع ترند نت.
جدول المحتويات
حديث سنة كثيرة الزلازل
لتحديد صحة حديث سنة كثيرة الزلازل وجب التعريج على هذا الحديث بناء على كتب السنة النبوية والإسلاميات المختلفة، حيث ورد هذا الحديث في العديد من المصادر المختلفة التي اختلفت في ما إذا كان حديثا صحيحا مرويا عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وما إذا كان ضعيفا وغير صحيح، الأمر الذي ربطه بعض الباحثين في كيفية تفسيره أيضا مشيرين إلى أن بعض الناس فسروا حديث سنة كثيرة الزلازل بشكل خاطئ بل وقاموا بتأويله بناء على الأحداث الجارية، فهذا هو نصه الصحيح :”لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض“.
ما صحة حديث سنة كثيرة الزلازل
إن صحة حديث سنة كثيرة الزلازل بصيغته المذكورة أعلاه هو “حديث صحيح”، وقد رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه وذكر في كل من صحيحي مسلم والبخاري بالفعل، إلا أن من قاموا بالقول بأنه غير صحيح فذلك يعود إلى تأويل البعض لكون حديث سنة كثيرة الزلازل مرتبط بسنة محددة تكثر فيها الزلازل، فلم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحديد هذه السنة أو ما إذا كانت الزلازل ستتركز في سنة واحدة كإشارة إلى اقتراب يوم القيامة، كونه لا يعلم الساعة وموعدها إلا الله سبحانه وتعالى.
هل الهزة الأرضية من علامات الساعة
بجانب تبيان صحة حديث سنة كثيرة الزلازل، فقد أجاب المشايخ الأجلاء على تساؤل هل الهزة الأرضية من علامات الساعة أم لا، قائلين أن هناك العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي ربطت ما بين كثرة الزلازل والهزة الأرضية واقتراب يوم القيامة، مشيرين إلى أنها من العلامات الصغرة التي يجب على البشر الانتباه له والرجوع إلى الله عند حدوثها طلبا للمغفرة والرحمة بإذنه عز جل.
الزلازل في القرآن الكريم والسنة النبوية
في حين أن صحة حديث سنة كثيرة الزلازل هو أنه حديث صحيح رواه أبو هريرة، فإن هناك غيره من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية التي تناولت مسألة الزلازل بالفعل، والتي أظهرت قدرة الله عز وجل وجبروته الذي لا يتخيله العقل البشري وعلاقته باقتراب يوم القيامة، فلمن يرغب بالتعرف على الأدلة الشرعية حول الزلازل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فهذه بعض الأمثلة عليها:
- قال تعالى: “يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلْزَلَةَ الساعة شيء عظيم” سورة الحج.
- قال تعالى: “إِذَا زلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأخرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وقالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يومَئِذٍ تحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ ربَّكَ أوحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يصدُرُ الناس أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أعْمَالَهُمْ * فَمَن يعمَلْ مثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يعمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه” سورة الزلزلة.
- قال صلى الله عليه وسلم :”يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك”.
طالع أيضا: صحة حديث ما اهُتزت أرض تحت قومٍ إلا لكثرة ذنوبهم
أسباب كثرة الزلازل
بعيدا عن صحة حديث سنة كثيرة الزلازل، فإنه من الأهمية بمكان أن نقوم بتوضيح أسباب كثرة الزلازل من الناحية الدينية والعلمية أيضا، حيث تختلف الأسباب التي تتسبب بهذه الظاهرة الطبيعية ما بين كونها غضب من الله عز وجل بسبب كثرة المعاصي، وصولا إلى الحركة التكتونية التي تحدث في الطبقات السفلى من القشرة الأرضية مسببة الزلازل والهزات الأرضية المختلفة.
تبين أن صحة حديث سنة كثيرة الزلازل الذي رواه الصحابي أبو هريرة وذكره البخاري في صحيحه بأنه حديث صحيح، إلا أنه لا يجوز تأويله لسنة محددة نظرا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقم بذلك على الرغم من كونه بالفعل من علامات اقتراب الساعة.